السبت، مارس 31

زيادة الوسواس من الشيطان هي زيادة ايمان لا كفر | علاج الوسواس



أخي الحبيب :

أصحابيٌّ أنت ؟!

لقد حدث لك مثلما حدث للصحابة الكرام من قبل

وهو يحدث الآن وسيظل يحدث مستقبلاً لكل بشر ولكل مسلم ومسلمة

والذي من الممكن أن يكون أيضا صحابياً أو صحابية

إذا أحبوا وحرصوا وتمسكوا وعملوا بإسلامهم ودعوا له مثلهم .

لقد جاء الصحابة منزعجين يوما ما للرسول صلى الله عليه وسلم

قائلين له: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به !

فقال لهم صلى الله عليه وسلم بكل حب وشفقة وهدوء وطمأنة واستبشار :

” وقد وجدتموه ؟ ” قالوا : نعم ، قال : “ ذلك صريح الإيمان” ( أخرجه مسلم ) .

إنَّ الله تعالي - أخي الحبيب - قد خلق الشيطان لمصلحة الإنسان !!!

ليوسوس له بالشر فيقاومه بعقله ولا يتبعه فتقوي إرادة عقله

ومعه نفسه التي هو يحركها ويسيطر عليها فينطلق بهذه الإرادة القوية في الحياة

يستكشفها أكثر فينتفع بها أكثر فيسعد فيها هو ومن حوله أمثاله أكثر ثم يسعد في الآخرة أكثر و أكثر

هكذا خلقه خالقه سبحانه لتزداد مقاومة المسلم كلما ازدادت وساوسه ومكائده

فهو يوسوس للضعيف بوساوس ضعيفة لأنه يراه لاغيا عقله متبعا للشر

فما الداعي إذن لزيادة الوساوس له؟!!

أما كلما ازدادت مقاومة المسلم وأصبح يومه وحياته كلها خيرا ولم يعد للشيطان معه أي منفذ

وسوس له بكل ما عنده لعله يمكنه إغواءه ! بأعظم الوساوس !

وساوس تتصل بالله تعالي ذاته بأشكال متنوعة ! …

إذن فزيادة الوساوس دلالة علي زيادة درجة الإيمان والتمسك بالإسلام !

ولهذا سعد الرسول صلى الله عليه وسلم بسؤال الصحابة من قبل

لأنه يدل علي قوة إيمانهم وحسن إسلامهم ثم طمأنهم أكثر وبشرَّهم أكثر .

أنَّ هذه الوساوس لا حساب عليها، ولا إثم، بل لها ثواب الاستفادة منها في زيادة الإرادة

وحسن الانطلاق في الحياة والانتفاع بها والسعادة فيها ، قال لهم مبشرا:

“ إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به نفسها ما لم تكلم أو تعمل ” ( أخرجه الجماعة )

لأنه سبحانه هو الذي خلق العقل هكذا يفكر في كل شيء، خيره وشره وصالحه وفاسده

حتى يفرز هذا من ذاك فينتفع بالمفيد النافع طوال حياته بعدما قارنه بالمسيء الضار .

فإذا ما فعل المسلم هذا واستفاد من الوساوس كلما جاءته خاب الشيطان وتراجع

وقلل من وساوسه لأنه يري أنه كلما ازداد فيها كلما ازداد المسلم الاستفادة منها !

حتي يأتي اليوم وتكون وساوس الشيطان بالنسبة لقوَّته ضئيلة جدا

مصداقا لقوله تعالي : “ إن كيد الشيطان كان ضعيفا ” ( النساء : 76 )

ومصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم :

“ كمل من الرجال كثير ...” (جزء من حديث أخرجه البخاري ومسلم).

أخي الحبيب :


هذا هو مفهوم الوساوس وسبب إيجادها من الله تعالي وكيفية التعامل معها…

لكن لكي تكتمل الصورة علينا أن نجيب علي هذه الأسئلة :

ما الشرك ؟ وما الكفر ؟ وما الذكر ؟ وما الخشوع ؟


- أما الشرك :

فلقد عَّرفه العلماء عند تفسيرهم لقوله تعالي : “ وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون” (يوسف: 106)

قال الإمام القرطبي :

" معهم شرك وإيمان  آمنوا بالله وكفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم فلا يصح إيمانهم "

وقيل : نزلت في المنافقين والمعني وما يؤمن أكثرهم بالله أي باللسان إلا وهو كافر بقلبه

وقيل : معناها أنهم يدعون الله ينجيهم من الهلكة فإذا أنجاهم قال قائلهم لولا فلان ما نجونا

فيجعلون نعمة الله منسوبة إلي فلان .

” وقال الإمام السيوطي في تفسيره (الدر المنثور) :

“ وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال :

سلهم من خلقهم ومن خلق السموات والأرض فيقولون الله فذلك إيمانهم،وهم يعبدون غيره ”

فهذه هي تعريفات الشرك . . . فهل أنت كذلك ؟!!  لا نظن ذلك .


لأنه إما هو كفر بالرسول صلى الله عليه وسلم أو نفاق

بحيث ُتظهر الإيمان والنفع للآخرين بلسانك وتخفي الكفر والضرر لهم في قلبك وتصرفاتك

أو اليقين بأن فلانا ينفع ويضر وليس الله وليس هو إلا سبب فقط من الأسباب قد يستطيع أو لا

أو الأهم والأهم عبادة غير الله أي طاعة غيره فيما يخالف الإسلام .

فهو باختصار اتباع نظام مخالف لنظام الإسلام والتأكد بأفضليته عليه

رغم أنه قد يضر ولا ينفع وُيتعس ولا ُيسعد ولذا نبهنا ربنا لهذا كله في قوله :

” فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقي. ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا” (طه:123-124 )

وقوله: “اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء” (الأعراف: 3).

قال الإمام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى):

” فرض اتباع ما أنزل من الكتاب والحكمة وحظر اتباع أحد من دونه ”

أما من يخالف أخلاق الإسلام عن جهل بها أو اتباعا لوساوس الشيطان بسبب ضعف إرادته

جهلا بضررها عليه أو ما شابه هذا فليس ذلك من تعريفات الشرك التي ذكرناها سابقا بكل تأكيد

وليس فاعلها بمشرك وإنما هو مما يغفره سبحانه وجاءت فيه آيات التوبة كلها .

لأن فاعلها يحتاج إلي نصح وإرشاد حتى يعرف الخير فيتبعه

فهو قد يكون له بعض العذر، كما يقول الإمام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى) :

” في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم :

“ ما أحد أحب إليه العذر من الله، من سأجل ذلك أرسل الرسل مبشرين ومنذرين”

فالمتأول والجاهل المعذور ليس حكمه حكم المعاند ”.

- وأما الكفر :

فهو ببساطة مثل الشرك أو أعلي قليلا في درجة السوء منه فتعريف المشرك هو ما سبق ذكره

بينما الكافر هو : إما أنه ينكر وجود الله أصلا وإن كانت فطرته تنطق بذلك بين الحين والحين

محاولة منها لإعادة عقله للصواب وللسعادة ولكنه يغطي ذلك متعمدا ولذا

فالكفر هو التغطية للحق وعدم إظهاره ، كما ُيفهم من قوله تعالي :

“ قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين” (فصلت: 9).

وإما انه ينكر وجود نظام ينظم حياته وهو الشرع والدين - أي الإسلام -

كما يفهم من قوله تعالي : “ وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ” (سبأ: 31)

ليعيش في الحياة بلا نظام استجابة بعقله واختياره لوساوس الشيطان وانخداعا بخداعاته

ظنا أنه المتعة والسعادة بينما هو يعلم يقينا وداخليا بفطرته أنه الدمار والمرار والتعاسة

كما يفهم من قوله تعالي :" ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون " (الأنعام : 43).

وإما أنه لا يؤمن بالبعث والحساب والجنة والنار ليستبيح لنفسه فعل الشر

كما يفهم من قوله تعالي :" وقال الذين كفروا أئذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون " (النمل: 67).

- وأما الذكر :

فهو أعم وأشمل من أن يكون باللسان فقط، أو في الصلاة فقط

كما قال الإمام النووي في ذلك في كتابه ( الأذكار ) :

“ كل عامل لله بطاعة يكون ذاكرا لله تعالي”

إذ هدف الذكر دوام التواصل مع الخالق القوي المعين الرازق

حتي َيقوَيَ الإنسان فتسهل حياته وتسعد هي وآخرته .

فتحريك لسانك بذكر الله، واستشعاره بقلبك واستحضار نوايا الخير أثناء كل أعمالك الحياتية

من أكل وشرب ونوم ولبس وعلم وعمل وإنتاج وترويح حلال وعلاقات اجتماعية جيدة

وفعل الشعائر بتدبر والاستفادة منها في شحن قلبك ليدفع جسدك لحسن العمل.

كل هذا إذا عملته وأنت تستحضر في نواياك أنك تعمله إرضاء لله الذي تحبه

وطلبها منك لمصلحتك ولسعادتك أنت ومن حولك، وتعملها طلبا لحبه ولعونه ولرزقه

ولتوفيقه في الدنيا ثم لأعظم ثوابه في الآخرة فقد تمَّ التواصل بينك وبين ربك

وعشت سعيدا في دنياك وآخرتك كما يريد لك، وكنت ذاكرا ممن تشمله الآية الكريمة :

“ والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما ” (الأحزاب: 35).

- وأما الخشوع :

فهو السكون والاطمئنان وهو أيضا ليس في الصلاة فقط وإنما في الحياة كلها

إذ هو ثمرة من ثمرات حسن الذكر الذي سبق وذكرناه

فمن أحسن الذكر بشموله لا بد أن يطمئن ويهدأ ويهنأ ويسعد في الداريْن

ولذا قال مجاهد (من التابعين) رضي الله عنه في تعريف الخشوع :

“ الخاشعون هم المؤمنون حقا ”


أي أن المسلم المتمسك بأخلاق إسلامه في كل تصرفاته هو فعلا الخاشع حقا…

إضافة إلي تحرك قلبه حبا لدينه وربه وشوقا واستبشارا بلقياه وعطاياه .

أخي الحبيب :


إن استوعبتَ المفاهيم السابقة، وأحسنت تطبيقها ستنعدم بإذن الله عندك الوساوس

وإن جاءتك فاستعذ بالله وادعوه واستفد منها ثم اهملها حتى تنقرض . . .

وستكون بإذن الله من أفضل الذاكرين الخاشعين

وسيكون لك ثوابك العظيم ثواب إصلاح نفسك ثم من حولك

كما يقول تعالى : “ إنا لا نضيع أجر المصلحين ” (الأعراف: 170).

وفقك الله وأعانك وأسعدك ، ولا تنسنا من صالح دعائك.

**********************************************
للدكتور محمد محمود منصور

الدعوة الصامتة , كيف تكون ؟



بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , وبعد ;

الدعوة إلى الله لها أجر عظيم ولكن تٌرى كيف تكون الدعوة صامتة دون كلام

أكثر الدعوة إلى الله وإلى الإسلام صامتةٌ وأقلها كلامية !


فأكثرها بالقدوة والعمل وأقلها بالكلمة والحوار وأكثر المدعوين يتأثرون بالفعل وأقلهم يتأثرون بالكلام

إن على الداعي أن يتقن الدعوة بالقدوة والعمل قبل - أو مع - إتقانه للدعوة بالكلمة والحوار

فقد كان هذا هو فعل الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام

فلم يكن كلهم يحسنون الكلام لكن كانوا كلهم يحسنون العمل

حتى نشروا الإسلام في معظم الكرة الأرضية وأسعدوها بحسن أخلاقهم وحسن إدارتهم لها.

إن على الداعي أن يستكشف صفات من يدعوه

فهذا من معاني قوله تعالى : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) .

* فإن كان من يدعوه صامتًا ، دعاه بالصمت !!

أي دعاه بالقدوة الصالحة والعمل الصالح ...

كحسن المظهر، والتبسم، والأمانة، والإتقان، والوفاء بالوعود والمواعيد، والتعاون

والتواضع، والعدل، والسؤال عنه، وزيارته، واستضافته وإكرامه، وخدمته بما يحتاجه ما أمكن

ومشاركته في أفراحه وأحزانه، وإظهار الحب الصادق له بالتهادي أو حتى بالنظرات
 

أو لمسات الأيدي عند السلام، أو ما شابه ذلك ما أمكن

مما كان يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه الدعاة الأوائل رضوان الله عليهم جميعًا

فقد كانوا يتعاونون ويتراحمون ويتزاورون ويتبادلون المنافع ونحو هذا.

إن هذه الأعمال في الغالب تذيب فارق السن بين الداعي والمدعو

فالتجمعات كثيرًا ما يجتمع فيها أكثر من مرحلةٍ سنية كأثناء تجمعات الأعياد أو الأفراح

أو الأحزان مثلا أو بتجمعات الأعمال الخدمية ككفالة الأيتام والأرامل وغيرها

أو تجمعات الأعمال التجارية أو تجمعات الرحلات الترويحية والمسابقات الرياضية

والفنية والثقافية وغيرها... إلى غير ذلك من التجمعات النافعة

والتي من خلالها تنتقل أخلاق الإسلام من الدعاة لمدعويهم.

إن المدعو الصامت ليس صامتًا !


إن ظاهره صامت لكن باطنه يتكلم إنه يحدث نفسه بما يراه مما يدور حوله من أعمال الدعاة

إنه يبني الثقة بينه وبين الداعية تدريجيًّا ، فإن تكونت هذه الثقة

استطاع الداعي أن يأخذ بيديه إلى نور الإسلام وسعادته بأقل القليل من الكلمات أو حتى بدون كلام !

إنه في حالة الدعوة بالكلام قد يسمع المدعو كلامًا من الداعي ولكنه يحدث نفسه

هل يعمل هو به ؟! هل هو صادق فيه ؟

وما الدليل على صدقه ؟ وما الدليل على أنه يريد فعلاً أن يأخذني للخير ؟!

إلى غير ذلك من الأسئلة التي تجعل الدعوة الصامتة بالقدوة والعمل

أكثر تأثيرًا وإنتاجًا من الدعوة بالكلام وفي كلٍّ خيرٌ بإذن الله

وإن كان من يدعوه ممن يتأثرون بالكلام والحوار فعليه أن يجيده أيضًا !

فيبدأ باستكشاف أكثر الموضوعات التي تستهويه وتجتذبه

بأن يستمع إليه لفترة أو يتحدث هو في موضوعاتٍ شتى ليرى في أيّها استجابته

ومعظم شباب المدعوين وفتياتهم يستهويهم الحديث عن الرياضية أو الفن

وبعضهم عن الثقافة والعلم وبعضهم عن العمل والبطالة وما شابه ذلك .

فليجتهد الداعي في الإلمام ببعض المعلومات عن هذه الموضوعات

وليجتهد في ربط الحلال منها بالإسلام الذي يشملها بكماله

وليجتهد ما أمكنه الاجتهاد في اتباع وسائل الحوار المؤثر وآدابه

- والتي هي مأخوذةٌ من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم –

حتى يمكنه التأثير في مدعوِّيه والأخذ بأيديهم إلى الإسلام تدريجيًا بإذن الله ...

وأهمها :


- حسن الاستماع للمتكلِّم حتى ينتهي دون مقاطعة

- الهدوء وعدم رفع الصوت حتى يمكن استيعاب ما يقال

- الصدق في الوصول للصواب وعدم الجدال وهو توصُّل النفس داخليًّا للحق

ثم امتناعها عن اتباعه خوفًا من الهزيمة أمام الآخرين ، اعتزازًا بالرأي ولو بالباطل 

- وسعة الصدر لكل الآراء :

إذ الإسلام يرى أن هناك أكثر من رأي في كل أمر - ما عدا الحرام -

لكن من هذه الآراء ما هو مناسب لموقف ما ومنها ما يناسب موقفًا آخر

ومنها ما هو غير مناسب الآن رغم أنه رأيٌ صحيحٌ وفي دائرة الحلال

لكن قد يكون مناسبًا بعد حينٍ لتغيُّر الظروف أو في مكان آخر، أو عصرٍ آخر

- إضافةً إلى الحبِّ والودِّ والأخوَّة والألفة ومحاولة تحريك القلوب بربطها بالله

لأنَّ هدف الحوار الوصول لما هو أفضل ولما يسعد وليس لما يتعس

مع استخدام أساليب التشويق المتنوعة كإشارات اليد أحيانًا أو الفكاهة المباحة

أو وسائل الإيضاح أو السؤال والجواب وما شابه ذلك مما يجتذب المستمع ويؤثر فيه .

وختامًا أخي الكريم ؛


فلتكن خطتك – ببساطة - مع من تدعوه :

– فترة استكشاف وتعارف  :

وهي تختلف من شخصٍ لآخر فقد تكون عدَّة أيام أو عدة أشهر أو حتى عدة سنوات مع البعض !

والتعارف يكون قدر الإمكان تفصيليًّا على الاسم والسكن والطباع والمواهب

والأحوال الاجتماعية والمالية والفكرية وغيرها

– ثم فترة تمهيد :

عبارة عن حبٍّ وتقاربٍ وخدماتٍ وتكوين علاقاتٍ جيِّدة ويتمّ خلال هذه الفترة

ربطه بالإسلام بصورةٍ عامَّةٍ ككونه نظامًا وأخلاقًا تصلح لإدارة كل شئون الحياة

وربطه أيضًا بدعاته سواء أنت أم غيرك ممن هم قريبو السن والطباع والسكن منه

وذلك من خلال ما سبق ذكره من وسائل الدعوة بالقدوة والعمل

وهذه الفترة يختلف طولها وقصرها على حسب استجابة المدعو

– ثم فترة تربية :

من خلال عقد لقاءاتٍ تربويَّةٍ جزءٌ منها نظري والآخر عملي

في صورة واجباتٍ أسبوعيَّةٍ أو نصف شهريَّة أو شهرية يتم خلالها

توصيل تفاصيل الإسلام إليه بهدوء وبالتدريج مع متابعة تصرفاته وأقواله ما أمكن وتصويبها

حتى يصبح يومًا ما داعيًا من الدعاة يدعو معكم .

وفقكم الله وأعانكم وأسعدكم ... ولكم ثوابكم العظيم .

ولا تنسونا من صالح دعائكم

*************************************
للدكتور محمد محمود منصور


اسلام الشيطان | الشيطان الرجيم



بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , وبعد :

يقول الرسول  - صلى الله عليه وسلم - :

" ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة

قالوا : وإياك يارسول الله ؟!

قال : وإياي ، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم ، فلا يأمرني إلا بخير  " ( رواه مسلم وغيره )

جاء في حاشية السندي علي شرح سنن النسائي :

” علي صيغة الماض أي فصار مسلما فلا يدلني علي سوء

وإسلام الشيطان غير عزيز فلا يُنكر  أو علي صيغة المضارع أي فأنا سالم من شره ”

وجاء في ( معاني الأخيار ) للكلاباذي : ” فهذا غاية حُسن المعاملة حتي انقاد له العدو واستسلم ”

وقال الإمام ابن الجوزي في ( كشف المشكل ) : ” يظهر أثر المجاهدة بمخالفة الشيطان ”

وقال أيضا صلى الله عليه وسلم لعمر ابن الخطاب رضي الله عنه ممتدحا حُسن أخلاقه

ومُشجعا له علي المزيد والاستمرار :

"والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكا فجَّا إلا سلك فجا غير فجك"(رواه البخاري ومسلم)

جاء في ” تحفة الأحوذي في شرح الترمذي ” :

” فيه فضيلة عظيمة لعمر تقتضي أن الشيطان لا سبيل له عليه ….

ولا يلزم من ذلك ثبوت العصمة ، لأنها في حق النبي واجبة وفي حق غيره مُمْكِنة “

مِن هذين الحديثين الشريفين ومن شروح العلماء عليهما

تنطلق هذه التساؤلات :


هل من الممكن للمسلم أن يهزم شيطانه ؟

أن يستعلي عليه وكأنّ وساوسه لا قيمة لها ولا أثر ؟

هل من الممكن أن يدعوه للإسلام فيُسلم فلا يأمره إلا بخير ؟!

هل ينتفع بوساوسه السلبية فيحولها إلي نتائج إيجابية ؟!

هل من الممكن أن ينجح في تطبيق مفهوم قوله تعالي :

" إن كيد الشيطان كان ضعيفا
"(النساء : 76) .... فيسحقه ليسعد ؟

إنَّ الله تعالي ما خلق الشيطان إلا لمنفعة الإنسان وسعادته !!!

لا لإيقاعه في الشر بكل تأكيد !! لأنه تعالي أعلي وأكرم وأرفع وأجَلّ من ذلك ! أن يتصارع مع خلقه !!

ثم وهو الأهم ، لأنه سبحانه يحبهم ، لأنهم بكل بساطة خلقه وصنعته !

ومَن صنع صَنعة فإنه يحبها ويحرص عليها ويمدها بكل خير تحبه ” يحبهم ويحبونه ” ( المائدة : 54 )

ولذا فقد خلق الشيطان ليُوسوس للإنسان بالشر

فلا يتبعه بعقله الذي أعطاه له مُبرمَجا علي الخير لا الشر

فتقوَيَ إرادة عقل الإنسان وإرادة نفسه ويحرص دائما علي الخير وسعاداته

حينما يُقارنه بالشر وتعاساته
فينطلق بهذه الإرادة القلبية والعقلية القوية في الحياة

يستكشفها بمزيد ٍمن القوة والانطلاق
فيستخرج منافعها أكثر ، فينتفع أكثر ، فيسعد أكثر

وهذا هو أحد معاني قوله تعالي : ” إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ” ( فاطر : 6 )

أي كونوا يَقظين له كما تتحفزون لأعدائكم حتي تكونوا دائما أنتم الأعلون المنتصرين

وهو أيضا بعض ما ذكره الإمام ابن القيم في كتابه ” شفاء العليل ”

حيث قال : ” قولهم أيّ حكمة في خلق إبليس وجنوده ؟

ففي ذلك من الحِكم ما لا يحيط بتفصيله إلا الله : فمنها …

مخالفته ومراغمته ……. فيترتب لهم علي ذلك من المصالح الدنيوية والأخروية ما لم يحصل بدونه …

ومنها …. لولا القبيح لم ُتعرف فضيلة الجميل “

أمَّا إذا غاب هذا المعني عن الإنسان ، واستسلم هو لشيطانه ، وانقاد لوساوسه ولم يستطع

أن يُسلمه هو له ، خاب وخسر وارتد في فعل الشر إلي أسفل سافلين ، وتعس دنيا وآخرة


إنَّ أفعال وأقوال الرسول (ص) كلها قدوة لنا ونبراسا ” أسوة حسنة ” ( الأحزاب : 21 )

نقتدي بها ونجتهد في الوصول إليها ، ولولا أنها يُمكن تحقيقها ، وبسهولة

كما يقول تعالي : ” ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ” ( القمر : 17 )

لمَا قالها لنا صلى الله عليه وسلم !! وهو الذي لم يُوصنا بشيء إلا بوحي ٍمن ربنا

” وما ينطق عن الهوي ” ( النجم : 3 )

وإلا لمنفعتنا وسعادتنا في الداريْن

” فبذلك فليفرحوا ” ( يونس : 58 )

فإذا ما قال صلى الله عليه وسلم  : ” أعانني عليه فأسلم ”

فهو ولاشك توجيه ضمني لكل مسلم ومسلمة ليجتهد في هزيمة شيطانه

والانتفاع بوساوسه في تقوية إرادته ليكون قويا في حياته منتفعا بها سعيدا فيها

ثم في آخرته أعظم وأتمّ وأخلد سعادة

ثمّ إنَّ هناك كثيرا من الآيات والأحاديث التي تؤكد ما سبق

والتي تفيد استسلام الشيطان للمسلم بدوام تواصله مع ربه وأخلاق إسلامه

منها علي سبيل المثال لا الحصر قوله تعالي :

” إنه ليس له سلطان علي الذين آمنوا وعلي ربهم يتوكلون “(النحل : 99)

وقوله صلى الله عليه وسلم :

” مَن قال ( يعني إذا خرج من بيته ) بسم الله توكلت علي الله لا حول ولا قوة إلا بالله

يُقالُ له ُكفِيتَ ووُقيتَ وتَنحَّيَ عنه الشيطان ” ( رواه الترمذي وقال حسن صحيح )

إنَّ من أهم وسائل الانتصار علي الشيطان وأسلمته - أي جعله مُستسلما مُنهزما أمام المسلم -

تقوية الإرادة وذلك بإحسان استغلال وساوسه بفعل عكسها

وجعلها حافزا لفعل الخير بفعل بعض الأعمال التي تُقوّي إرادة القلب والعقل

كبعض المعاملات مثل الصدق والأمانة والوفاء بالوعود والمواعيد ونحو ذلك

وكبعض الشعائر التي تُقوّيها كالصيام والصلاة وقيام الليل والذكر وقراءة القرآن وما شابه هذا

فإن تمّ ذلك بصورة فردية فهو خير

وإن تمّ أيضا وسط صُحبة صالحة مُعِيِنة علي الخير
فسيكون الأمر أكثر خيرا وأكثر سهولة وأكثر نتيجة

بتوفيقه وتيسيره سبحانه لمن يبدأون ويتخذون تلك الأسباب


فكن أيها الداعي إلي الله والإسلام داعيا لشيطانك !!! ليُسلم ولا يأمرك بسوء !

فكأنه حينئذ يُعينك علي الخير الذي أنت فيه بتركك وشأنك ! فقد استسلم لك !

لأنك دائم فِعل الخير ودائم الحب والتواصُل مع ربك ! فلا مجال له ولا منفذ ولا وقت ليوسوس لك بشرّ !

وحتي إن فعلت شرّا ًلنسيان أو غضب أو غيره عُدتَ سريعا لأصلك الخيريّ …

بذلك تصبح قويا سعيدا .. وبذلك ُتوصِل الإسلام للآخرين بكل سهولة ويُسْر

لأنهم كلهم يبحثون بفطرتهم عن القوة والسعادة في الحياة

فإذا ما وجدوها عندك ، عند الإسلام ، انطلقوا مُتّبعين لك وله ليَقووا وليسعدوا هم أيضا مثلك …..

وسيكون لك ولهم ثوابكم العظيم

******************************************
للدكتور محمد محمود منصور

مختارات من كتاب (الأخلاق والسير في مداواة النفوس) لابن حزم



بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ;

هذه مختارات من كتاب (الأخلاق والسير في مداواة النفوس) لابن حزم

قال - رحمه الله - :


1- لا تبذل نفسك إلا فيما هو أعلى منها، وليس ذلك إلا في ذات الله - عز وجل - في دعاء إلى حق

وفي حماية للحريم وفي دفع هوان لم يوجبه عليك خالقك - تعالى - وفي نصر مظلوم .


وباذلُ نفسِه في عرض دنيا كبائع الياقوت بالحصى

2- العاقل لا يرى لنفسه ثمنًا إلا الجنة .

3- لإبليس في ذم الرياء حباله ؛ وذلك أنه رب ممتنع من فعل خير ؛ خوف أن يظن به الرياء .

4- العقل والراحة هو إطراح المبالاة بكلام الناس

واستعمال المبالاة بكلام الخالق - عز وجل - بل هذا باب العقل والراحة كلها

5- من قدَّر أن يسلم من طعن الناس وعيبهم فهو مجنون

6- ليس بين الفضائل والرذائل، ولا بين الطاعات والمعاصي إلا نفار النفس وأنسها فقط

فالسعيد من أنست نفسه بالفضائل والطاعات ونفرت نفسه من الرذائل والمعاصي

والشقي بالعكس من ذلك وليس هاهنا إلا صنع الله - تعالى - وحفظه

7- لو لم يكن من فضل العلم إلا أن الجهال يهابونك ويجلونك وأن العلماء يحبونك ويكرمونك

لكان ذلك سببًا في وجوب طلبه ؛ فكيف بسائر فضله في الدنيا والآخرة ؟

ولو لم يكن من نقص الجهل إلا أن صاحبه يحسد العلماء ويغبط نظراءه من الجهال

لكان ذلك سببًا إلى وجوب الفرار عنه ؛ فكيف بسائر رذائله في الدنيا والآخرة ؟

8- الباخل بالعلم أكثر لؤماُ من الباخل بالمال 

لأن الباخل بالمال أشفق من فناء ما بيده

والباخل بالعلم بخل بما لا يفنى على النفقة ولا يفارقه مع البذل

9- أجل العلوم ما قربك من خالقك - تعالى - وما أعانك على الوصول إلى رضاه

10- انظر في المال والحال والصحة إلى من دونك ... وانظر في الدين والعلم والفضائل إلى من فوقك

11- العلوم الغامضة كالدواء القوي يصلح الأجساد القوية ويهلك الأجساد الضعيفة

وكذلك العلوم الغامضة تزيد العقل القوي جودًة وتصفيه من كل آفه وتهلك ذا العقل الضعيف

12- احرص على أن توصف بسلامة الجانب وتَحَفَّظْ من أن توصف بالدهاء فيكثر المتحفظون منك

حتى ربما أضر ذلك بك وربما قتلك

13- إذا تكاثرت الهموم سقطت كلها

14- وطن نفسك على ما تكره - يَقِلَّ همك إذا أتاك

ويعظم سرورك ويتضاعف إذا أتاك ما تحب مما لم تكن قدَّرتَه

15- طوبى لمن علم من عيوب نفسه أكثر مما يعلم الناس منها

16- لا تحقر شيئا ًمن عمل غد ٍأن تحققه بأن تُعَجِّله اليوم وإن قلَّ

فإن قليل الأعمال يجتمع كثيرها وربما أعجز أمرها عند ذلك فيبطل الكل

17- لا تحقر شيئا ً مما ترجو به تثقيل ميزانك يوم البعث أن تعجله الآن وإن قلَّ

فإنه يحط عنك كثيراً ولو اجتمع لقذف بك في النار

18- من استخف بحرمات الله فلا تأمنه على شيء مما تشفق عليه.

19- لم أر لإبليس أصيد ولا أقبح من كلمتين ألقاهما على ألسنة دعاته :

إحداهما : اعتذار من أساء بأن فلاناً أساء قبله

والثانية : استسهال الإنسان أن يسيء اليوم لأنه قد أساء أمس

أو أن يسيء في وجه ما  لأنه قد أساء في غيره

فقد صارت هاتان الكلمتان عذراً مسهلتين للشر ومدخلتين في حد ما يعرف ويجمل ولا ينكر

20- إهمال ساعة يفسد رياضة سنة

21- لو علم الناقص نقصه لكان كاملاً

22- لا يخلو مخلوق من عيب فالسعيد من قلت عيوبه ودقت

23- إذا نام الإنسان خرج عن الدنيا ونسي كل سرور وكل حزن

فلو رتب نفسه في يقظته على ذلك - أيضاً - لسعد السعادة التامة

24- استبقاك من عاتبك

25-لا ترغب فيمن يزهد فيك؛ فتحصل على الخيبة والخزي

26- لا تزهد فيمن يرغب فيك فإنه باب من أبواب الظلم وترك مقارضة الإحسان وهذا قبيح

27- لا تنصح على شرط القبول ولا تشفع على شرط الإجابة ولا تهب على شرط الإثابة

ولكن على سبيل استعمال الفضل وتأدية ما عليك من النصيحة والشفاعة وبذل المعروف

28- أصول الفضائل كلها أربعة عنها تتركب كل فضيلة وهي العدل والفهم والنجدة والجود

29- أصول الرذائل كلها أربعة عنها تتركب كل رذيلة وهي الجور والجهل والجبن والشح

30- من العجائب أن الفضائل مستحسنة ومشتثقلة، والرذائل مستقبحة ومستخفة

31- مِن أراد الإنصاف فليتوهم نفسه مكان خصمه؛ فإنه يلوح له وجه تعسفه

32- مِن بديع ما يقع في الحسد قول الحاسد إذا سمع إنساناً يُغْرِب في علم ما :

هذا شيء بارد لم يُتَقَدَّم إليه ولا قاله قبله أحد

فإن سمع من يبين ما قد قاله غيره قال : هذا بارد وقد قيل قبله

وهذه طائفة سوء قد نصبت أنفسها للقعود على طريق العلم

يصدون الناس عنها ليكثر نظراؤهم من الجهال

33- لا عيب على من مال بطبعه إلى بعض القبائح ولو أنه أشد العيوب

وأعظم الرذائل ما لم يظهره بقول أو فعل بل يكاد يكون أحمد ممن أعانه طبعه على الفضائل

ولا تكون مغالبة الطبع الفاسد إلا عن قوة عقل فاضل

34- الثبات الذي هو صحة العقد والثبات الذي هو اللجاج

مشتبهان اشتباهاً لا يفرق بينهما إلا عارف بكيفية الأخلاق ... والفرق بينهما ;

أن اللجاج هو ما كان على الباطل أو ما فعله الفاعل نصراً لما نشب فيه

وقد لاح له فساده أو لم يَلُحْ له صوابه ولا فساده وهذا مذموم وضده الإنصاف

وأما الثبات الذي هو صحة العقد فإنما يكون على الحق

أو على ما اعتقد المرء حقا ًما لم يلح له باطله، وهذا محمود، وضده الاضطراب

وإنما يلام بعض هذين لأنه ضيع تدبر ما ثبت عليه وترك البحث عما التزم أحق هو أم باطل

التوبة , التوبة قبل يوم الامتحان



بسم الله والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد ;

قال عطاء السلمي - وهو في مرض موته -:

" الموت في عنقي والقبر بين يدي والقيامة موقفي وجسر جهنم طريقي

ولا أدري ما يفعل بي ؟ .... ثم بكى حتى غشي عليه " .

وقال محمد بن واسع ـ وهو في مرض موته ـ :

" يا إخوتاه تدرون أين يذهب بي ؟!  يذهب بي والله الذي لا إله إلا هو إلى النار أو يعفو عني "

بكى الحسن عند موته بكاء شديداً

فقيل له : يا أبا سعيد ما يبكيك ؟
فقال : " خوفاً من أن يطرحني في النار ولا يبالي " .

أخي :

تفكر في الذين رحلوا !! أين نزلوا ؟ وماذا سألوا ؟

فما الذي غرك بربك... حتى نسيت لقاءه ؟ وما الذي أنساك القبر وظلماءه ؟

امنع جفونك أن تذوق مناما *** وذر الدموع على الخدود سجاما

واعلم بأنك ميـت ومـحاسـب *** يــــا من على سخط الجليـل أقاما

حضر أبا سليمان الداراني الموت

فقال له أصحابه : " أبشر فإنك تقدم على رب غفور رحيم"


فقال لهم : " ألا تقولون تقدم على رب يحاسبك بالصغير ويعاقبك بالكبير " .

قبل إعلان النتيجة :

لما حضرت محمد بن سيرين الوفاة بكى فقيل له : " ما يبكيك ؟ "

فقال : " أبكي لتفريطي في الأيام الخالية وقلة عملي للجنة العالية وما ينحيني من النار الحامية "

ولما حضر أبا عطية الموت جزع ، فقالوا له : " أتجزع من الموت ؟ "

فقال : " وما لي لا أجزع ، وإنما هي ساعة فلا أدري أين يسلك بي " .

ولما حضرت الفضيل بن عياض الوفاة

غُشي عليه ثم أفاق وقال : "يا بعد سفري وقلة زادي".


ولما حضرت إبراهيم النخعي الوفاة بكى ، فقيل له في ذلك فقال :

" إني أنتظر رسولاً يأتيني من ربي لا أدري هل يبشرني بالجنة أو بالنار " .

لا تقل إنـي وإنـي *** لا يمنيـك الشـباب

أو تقل مالي كثير *** فالـمنايا لا تهـاب

وتأمل في كثير ممن أقبلوا على امتحانات الدنيا في المدارس والجامعات،

كيف يتأهبون لذلك بالسهر والمطالعة والدرس والمراجعة

والسؤال والاستفسار حتى يحصلوا على النجاح ولا تخيب لهم الآمال .

وكذلك حال المتقين لا يغمض لهم جفن ولا يرقد لهم بال ولا تهدأ لهم نفس حتى يجاوزوا عقبات الحياة

ويفلحوا في نيل رضى رب السموات ، ولا بد للفلاح في ذلك الامتحان من العمل الصالح

والصبر على الطاعة والخوف والورع، والرجاء والرغبة والرهبة، وتجديد التوبة

{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114].

انتبه أيها الشاب :

وتفكر في مصيرك ومآلك وراقب الله في أقوالك وأفعالك وبادر بتوبة تمحو بها ما مضى من سيئات

فإن ربك يقبل توبة التائبين ويعفو عن المسيئين ، قال الله - جل وعلا - :

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} [التحريم: 8].

وصلى اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

************************************************************

للشيخ \ مصطفى دياب


www.salafvoice.com موقع صوت السلف