‏إظهار الرسائل ذات التسميات حسن الخاتمة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات حسن الخاتمة. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، مارس 16

الهمسة التي أبكت الطبيب



شاب ...


بلغ من عمره ستة عشر عاماً كان في المسجد يتلو القرآن وينتظر إقامة صلاة الفجر ...

فلما أقيمت الصلاة رد المصحف إلى مكانه ثم نهض ليقف في الصف

فإذا به يقع على الأرض فجأة مغمى عليه .

حمله بعض المصلين إلى المستشفى فحدثني الدكتور الجبير الذي عاين حالته قال :

أُتي إلينا بهذا الشاب محمولاً كالجنازة ...

فلما كشفت عليه فإذا هو مصاب بجلطة في القلب  لو أصيب بها جمل لأردته ميتاً .

نظرت إلى الشاب فإذا هو يصارع الموت ويودع أنفاس الحياة سارعنا إلى نجدته وتنشيط قلبه .

أوقفت عنده طبيب الإسعاف يراقب حالته وذهبت لإحضار بعض الأجهزة لمعالجته ...

فلما أقبلت إليه مسرعاً فإذا الشاب متعلق بيد طبيب الإسعاف والطبيب قد الصق أذنه بفم الشاب

والشاب يهمس في أذنه بكلمات فوقفت أنظر إليهما .

وفجأة أطلق الشاب يد الطبيب وحاول جاهداً أن يلتفت لجانبه الأيمن ثم قال بلسان ثقيل :

أشهد أن لا إله إلا الله ... وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ... وأخذ يكررها ... ونبضه يتلاشى ...

وضربات القلب تختفي.. ونحن نحاول إنقاذه ولكن قضاء الله كان أقوى ... ومات الشاب ...

عندها انفجر طبيب الإسعاف باكياً حتى لم يستطع الوقوف على قدميه ، فعجبنا وقلنا له :

يا فلان ! ما لك تبكي !!! ليست هذه أول مرة ترى فيها ميتاً ...

لكن الطبيب استمر في بكائه ونحيبه فلما خف عنه البكاء سألناه : ماذا كان يقول لك الفتى ؟!

فقال : لما رآك يا دكتور تذهب وتجيء ... وتأمر وتنهى ... علم أنك الطبيب المختص به ... فقال لي :

يا دكتور !  قل لصاحبك طبيب القلب لا يتعب نفسه ... لا يتعب ... أنا ميت لا محالة ...

والله إني أرى مقعدي من الجنة الآن ...

المصدر : موسوعة غرائب القصص .

الخميس، مارس 15

وكان السفر الأخير

وكان السفر الأخير


على الإخوة الركاب المسافرين على الرحلة رقم ... والمتوجهة إلى ...

التوجه إلى صالة المغادرة ، استعداداً للسفر .


دوى هذا الصوت في جنبات مبنى المطار ، أحد الدعاة كان هناك جالساً في الصالة

وقد حزم حقائبه وعزم على السفر لهذه البلد للدعوة إلى الله عز وجل .

سمع هذا النداء فأحس بامتعاض في قلبه ، إنه يعلم لماذا يسافر كثير من الناس إلى تلك البلاد

وخاصةً الشباب
، وفجأة لمح هذا الشيخ الجليل شابين في العشرين من عمرهما

وقد بدا من ظاهرهما ما يدل على أنهما لا يريدان إلا المتعة الحرام من تلك البلاد التي عرفت بذلك .

فقال الشيخ في نفسه لابدّ من إنقاذهما قبل فوات الأوان وعزم على الذهاب إليهما ونصحهما

فوقف الشيطان في نفسه وقال له : ما لك ولهما دعهما يمضيان في طريقهما إنهما لن يستجيبا لك

ولكن الشيخ كان قوي العزيمة ثابت الجأش عالماً بمداخل الشيطان ووساوسه

فبصق في وجه الشيطان
ومضى في طريقه لا يلوي على شيء.

وعند بوابة الخروج استوقف الشابين بعد أن ألقى عليهما التحية ووجه إليهما نصيحة مؤثرة

وموعظة بليغة ، وكان مما قاله لهما :

ما ظنكما لو حدث خلل في الطائرة، ولقيتما لا قدر الله حتفكما وأنتما على هذه النية

قد عزمتما على مبارزة الجبار جل جلاله ، فأي وجه ستقابلان ربكما يوم القيامة .

فذرفت عينا الشابين ، ورق قلباهما لموعظة الشيخ، وقاما على الفور بتمزيق تذاكر السفر

وقالا : يا شيخ : لقد كذبنا على أهلينا وقلنا لهم إننا ذاهبان إلى مكة أو جدة

فكيف الخلاص ماذا نقول لهم ؟!

وكان مع الشيخ أحد طلابه . فقال : اذهبا مع أخيكما هذا وسوف يتولى إصلاح شأنكما

ومضى الشابان مع صاحبهما وقد عزما على أن يبيتا عنده أسبوعاً كاملاً ومن ثم يعودا إلى أهلهما .

وفي تلك الليلة وفي بيت ذلك الشاب " تلميذ الشيخ " ألقى أحد الدعاة كلمة مؤثرة

زادت من حماسهما وبعدها عزم الشابان على الذهاب إلى مكة لأداء العمرة .

وهكذا : أرادا شيئاً وأراد الله شيئاً آخر ، فكان ما أراد الله عز وجل

وفي الصباح ;

وبعد أن أدى الجميع صلاة الفجر انطلق الثلاثة صوب مكة شرفها الله بعد أن أحرموا من الميقات.

وفي الطريق كانت النهاية ... وفي الطريق كانت الخاتمة ... وفي الطريق كان الانتقال إلى الدار الآخرة

فقد وقع لهم حادث مروّع ذهبوا جميعاً ضحية ، فاختلطت دماؤهم الزكية بحطام الزجاج المتناثر

ولفظوا أنفاسهم الأخيرة تحت الحطام وهم يرددون تلك الكلمات الخالدة :

" لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك "

كم كان بين موتهما وبين تمزيق تذاكر سفرهما لتلك البلاد المشبوهة إنها أيام

بل ساعات معدودة ، ولكن الله أراد لهما الهداية والنجاة ، ولله الحكمة البالغة سبحانه.

وقفة :


إذا نازعتك نفسك الأمارة بالسوء إلى معصية الله ورسوله

فتذكر هادم اللذات وقاطع الشهوات ومفرّق الجماعات " الموت "

واحذر أن يأتيك وأنت على حال لا ترضي الله عز وجل فتكون من الخاسرين

وشتان بين من يموت وهو في أحضان المومسات ، ومن يموت وهو ساجد لرب الأرض والسماوات .

شتان بين من يموت وهو عاكف على آلات اللهو والفسوق والعصيان

ومن يموت وهو ذاكر لله الواحد الديان، فاختر لنفسك ما شئت..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر : العائدون إلى الله .

شامل بن إبراهيم - موقع يا له من دين -