‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصص متنوعة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصص متنوعة. إظهار كافة الرسائل

الخميس، أبريل 19

ثبات شاب يوم محنة السواك



الثبات على الحق والإستمرار عليه مهما كانت الحرب عليه


ومهما كان ظلم أهل الباطل له وتكالبهم عليه وتعاونهم ضده

من شيم الصادقين الحقيقيين الذين يسيرون على درب الجهاد

وكلامنا حول شئ قد يظنه البعض ليس مهماً ويتركونه كونه ( سنة )

فى حين كان يفعله الصحابة لآنه ( سنة ) بل كانوا يتسابقون إليه

لا أريد أن أطيل عليكم ... تعالوا لنرى سوياً :

في ذاك البرنامج المشهور

حل الصحافي اللامع والكاتب الكبير في الأهرام (عبد الباري نيازي) ضيفاً

يحاوره المذيع المحنك (حامد سعيد) وكان الحوار حول تلك الطائفة العريضة الآخذة في الانتشار

التي اصطلح المذيع ومحاوره على نعتها ( بالمتحجرة عقولهم )

وكان عنوان الحلقة : ( العائدون إلى الظلام في زمن العولمة )

ودار الحوار حول عدة محاور

فتجاذبا أطراف الحديث حول مظاهر انتشار هذه الطائفة وأبرز سماتهم وكيفية مواجهتهم !

وكان من أبرز الصفات التي دأب المذيع ومحاوره على تكرار وصف الشباب بها :

الاهتمام (بالفرعيات) – على حد تعبيرهما -

وإضاعة الأوقات والجهود وشغل الأذهان بمسائل لا تليق بما نعيشه من الواقع.

وكان مما قاله الأستاذ نيازي :

" خذ مثالا على ذلك ... ما يسمى السواك ... قطعة من الخشب لا تفارق جيب الواحد منهم

ما أن يصطفوا للصلاة إلا وتجد كلا منهم يخرج تلك الخشبة ويحك بها أسنانه

وكأن الواحد منهم لم يسمع يوما بما يسمى : ( فرشاة الأسنان ! )

و غيرنا الآن قد ضرب بأوفر سهم في المياكرو تكنولوجي !!! "

وفي نهاية الحلقة جاء اتصال من الشيخ (أبي حسان البحيري) وكانت له هذه المداخلة :

" في الحقيقة أنا أتعجب والله !

منذ أن أخبرني أحد الإخوة عن هذه الحلقة ونقل لي كلام ضيفك

وأنا أسأل نفسي : لمصلحة من هذا الانتقاص الصريح من سنة النبي صلى الله عليه وسلم

على شاشة يتابعها ملايين المواطنين ؟!


كيف تسمح لضيفك أن يتفوه بما تفوه به دون أن تنكر عليه ؟!

السواك سنة عن النبي , لم نقل بفرضيته ولا بتضليل تاركه ! 

ولكن ما الذي يضيره ويضيرك أن يلتزم الشباب هذه السنة ؟!

ثم من أدراه أننا لا نهتم ( بالأصول ) إن صح تعبيره ؟

وهل يستطيع الأستاذ أن يضع لنا ضابطا نستطيع أن نفرق من خلاله

بين ما ينبغي التخلي عنه وبين ما ينبغي الاهتمام به من شرائع الدين ؟

و أين التعارض بين الاستياك و بين المايكروتكنولوجي ؟!

لا وجود لهذا التعارض إلا في ذهن ضيفك أصلحه الله

ومن لف لفيفه ممن ساءهم رؤية متبعي السنة في تزايد ! "

فعقب الأستاذ نيازي : " لأجل ( خلة الأسنان ) تقوم الدنيا و لا تقعد عندهم ...

شكرا للشيخ الذي أثبت وجهة نظري للسادة المشاهدين "

في اليوم التالي : يكتب الأستاذ محمد مقالا في الأهرام , بعنوان :

" لا تنكروا علينا إغلاظنا على : ( الرجعيين في زمان الانفتاح) "

وعناوين الجرائد الرسمية وغير الرسمية :

( من أجل السواك : معركة بين شيخ سلفي والأستاذ نيازي ... والأزهر يلتزم الصمت ! )

وبعد أربعة أيام : قرار بتوقيف الشيخ فلان , و منعه من الظهور على الفضائيات .

و بعد شهر من الحادثة :

قرار بمنع بيع السواك ومنع استعماله في البلاد !!!

= = = = = =
= = = = = = = = = = = = = = = = = =

ذهب أحد الآباء صباح ذلك اليوم ليشتري الجريدة كعادته فوقعت عيناه على الخبر

فقال على الفور : ( ياللمصيبة ...هل نحن بحاجة إلى مزيد من المضايقات ؟! )

ذلك أن ابنه شاب في العشرين من عمره ملتزم بشرع الله محب للسنة لا يكاد السواك يفارق جيبه !!

عاد الأب مسرعا إلى البيت فوجد ابنه يستعد للخروج إلى الجامعة

فنظر أول ما نظر إلى جيب قميصه فإذا بالسواك في موضعه المعتاد !

الأب : هل سمعت بالخبر .

الابن :أي خبر يا أبي الحبيب ؟

الأب لابنه : منعوا استخدام السواك أو حمله ! عجب والله لا أدري أي تفاهة وصل إليها أولئك القوم !

الابن : منعوا السواك ؟! إلى هذا الحد ؟!

الأب : نعم يا بني ... أنت تعلم ما حدث بين الشيخ البحيري وذاك الصحافي هداه الله

الابن : نعم نعم ...

و لكن لم أكن لأتصور أن يصل الأمر إلى حد إصدار قرار و تعميمه بخصوص (السواك) !

الأب :المهم ... اكسر سواكك هذا وألقه في السلة فورا فلا نريد المشاكل بالله عليك ...

الابن : و لم يا أبت ؟

الأب : ألم تسمع ؟..

أقول لك لقد منعوا السواك ... وتوعدوا – ويا للعجب - المستاكين بكل سوء !

الابن : فكان ماذا ؟

الأب : كان أن سواكك هذا الذي لا تكاد تنزعه من جيبك

سوف يسبب لك من المضايقات ما الله به عليم !

و أنت تعلم حال أبيك ليس رجلا ذا منصب أو جاه ليدفع عنك أذاهم .

الابن : هذا لن يكون !!!

فلا أنوي كسره ولا إلقائه بل سيظل في جيبي طيلة عمري ولن يفارقني إلا يوم أدخل قبري !

الأب : يا بني ! ما هذا الذي أسمع..

هل طالبتك بالردة عن دين الإسلام ؟

يا بني هذه سنة على حد علمي ! فهل قال عالم بفرضية السواك أو أنه أحد أركان الإسلام ؟!

الابن : لا يا أبي ... بل هو مندوب و تارك الاستياك غير آثم لا ريب في ذلك .

الأب : طيب الحمد لله ... ظننتك بدأت في الهذيان ... يعني هو سنة ... هيا يا بني

ألقه بارك الله فيك فالله مطلع على ظروفنا و ما كان الله ليعذبك على ترك مستحب

لا سيما و أنه سوف يؤدي إلى ما ترى من مصائب نحن في غنى عنها .

و مد الأب يده لينزع السواك من جيب قميص الابن ... فتراجع الابن خطوات

وقال : يا أبت بالله عليك لا تشمت بي الأعداء ... يا أبت لا تحرمني من أجر هذا الجهاد .

الأب : جهاد ؟!!!

عن أي شيء تتحدث يا بني ؟! ما الذي أصاب عقلك ؟! هذا سواك !

كل هذه الضجة من أجل (السواك) ؟!

أبوك يأمرك بغير معصية فوجب عليك طاعته يا " ملتزم " !

أم أنها شعارات ترددونها و السلام ؟!

و هنا أمسك الابن بيد أبيه و طفق يقبلها وضمها إلى صدره

وقال : لا والله يا أبت ... ما كنت لأعصيك أبدا

ولكني أقبل يديك وقدميك إن شئت ألا تجبرني على نزع السواك من جيبي .

الأب ينظر إلى ابنه في ذهول !

الابن و قد سالت دموعه : يا أبي لا أخفيك ...

والله إني لأحب النبي صلى الله عليه و سلم أكثر منك ومن نفسي ومن الناس أجمعين

ولا أظن أن هذا يغضبك.

الأب : لا يا بني لا يغضبني ... وأنا والله أحب النبي عليه الصلاة والسلام ...

ولكن هذا تشدد منك واضح يا حبيبي !

الابن : وأين التشدد يا أبي ؟! هل ألزمتك بالسواك ؟ هل شنعت على من لا يستاك ؟!

هذا شيء ألزم به نفسي ولا أطالب به أحدا .

يا أبت قد قال ربي :

" لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا "


و لا أخفيك يا أبت ... فإني أرجو الله واليوم الآخر

ووددت لو أحطت بسنة النبي صلى الله عليه و سلم علما

وأتيت عليها من أولها إلى آخرها فعملت بكل حديث فيها, ما تركت سنة إلا واتبعتها..

أحبه يا أبي و أموت دونه و أفديه بنفسي ومالي ...

يا أبي ... ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم )

يا أبي ... قد قدر الله أن أخلق بعد وفاته فأنا أحاول أن أتمثل سنته في كل حركة

وسكنة في حياتي
وفي هذا جبر لمصابي الأعظم بموته صلى الله عليه و سلم .

يا أبي والله كم تمنيت لو كنت مكان أبي دجانة يوم أحد

فألقي بنفسي فوقه كالترس و أتلقى سهام قريش..


و كم كنت أتمنى لو كنت مكان أبي عبيدة في ذات اليوم

فأفقد بعض أسناني كي أخرج حديد المغفر من وجنته الشريفة..


أحبه يا أبي حبا ملأ سمعي وبصري وفؤادي .

الأب : نعم يا بني ... جيد والله

ويعلم الله أن قلبي الأن تتجاذبه مجموعة من المشاعر لا أملك وصفها

و لكن قل لي : أليس الله قد عذر المكره ؟!!

الابن : بلى يا أبي ولكني أتلذذ بالصبر على الأذى في سبيل أن تظهر سنته

كما أن لي في القضية نظرة أخرى فإني لا أراها خلافا على مسألة السواك فحسب

بل حربا على سنة النبي وشرع رب العزة حربا طويلة المدى

الله وحده يعلم متى تنقضي و ما اليوم إلا إحدى حلقاتها ...

سيخرجون لنا كل يوم

يجلبون علينا بخيلهم ورجلهم لإجبار المسلمين على ترك إحدى السنن إذا ما رأوها تنتشر.

يا أبي ... لو جاءنا النبي صلى الله عليه و سلم الآن وفتح الباب و دخل فسلم علينا

ثم قال : " يا أبا فلان : لولا أن أشق عليك لأمرتك بالسواك عند كل صلاة " ثم سلم و انصرف

أتراك يا أبي تطيعه أم تعرض عن أمره ؟

أتراك تسأله : يا رسول الله : سنة هذه أم فرض ؟!

و هل في الأمر خلاف بين أحمد و الشافعي ؟!

هو هديه صلى الله عليه و سلم و نقله عنه أصحابه فوصل إلينا

ففرحنا به فرحنا بفضل الله وبرحمته و لم نملك إلا التأسي به .

هذا مبلغي وهذا من أرجى الأعمال عند مليكي !

مابالنا يا أبت قد هانت علينا سنة النبي صلى الله عليه و سلم إلى هذا الحد حتى صار رعاع القوم

ينهشون فيها من كل جانب و نحن نتراجع ونجبن ونرضى بان نكون مع الخوالف ؟!

يا أبت والله ما حوربت السنة إلا يوم قصرنا عن التمسك بها وزهدنا غي هدي سيد ولد آدم

ولو أحببناه حق المحبة لما قصرنا في اتباعه ولما تجرأ علينا ساعتها شرق ولا غرب .

بالله عليك يا أبي ... لو تخلى المسلمون عن كل سنة حاربها أعداء الله

ألن يأتي يوم يندرس فيه الدين بالكلية ولا يبقى منه لا سواك و لا صلاة بل ولا توحيد !

أما إن صبرنا الآن و ذببنا عن هذه السنة وأبينا إلا التزامها وليحدث ما يحدث

ولو قتلونا أو حرقونا فليأتين يوم من الدهر يقول فيه المسلمون عن السواك :

قد ابتلي من أجل عود الأراك رجال فصبروا حتى مكن الله لهم وانقضت المحنة

فكيف لنا أن نفرط فيه و نحن الآن في رغد من العيش ؟!

و ليأتين يوم تحارب فيه سنة جديدة فيذكرون ( محنة السواك )

وكيف أنزل الله الصبر على أهل التدين فأبلوا أحسن البلاء .

و ليأتين يوم آخر ترفع فيه أفاعي النفاق رؤوسها ويسعون في صرف الناس عن الصلاة

وعن صيام رمضان فيخرج لهم رجال بحق أبنائي و أحفادك ورفاقهم يقولون :

لقد ابتلي أبي ورفقته في ذات الله من أجل السواك ...

ألا نصبر على أذى أيام معدودات, من أجل الصلاة ؟

و ليأتين يوم يصرح الزنادقة بما تخفي صدورهم ويسبون الرب جل وعلا

ويؤذون كل من تسول له نفسه الإنكارَ عليهم وساعتها يذكر رجالُ الجيل تلكم الثلة الصابرة .

و لآتين أنا يوم القيامة حين يذاد أناس عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم

فيقول : ( أصيحابي )

فيقال له : إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك..

ساعتها آتي أنا مسرعا مهرولاً صوب حبيبي الذي منَّ الله علي وابتليت فداء سنته

وطالما تمنيت رؤيته , فأقول :

أنا يا رسول الله, والله ما بدلت ولا غيرت وما فرطت في شيء من سنتك مهما زهد فيه الزاهدون

وصبرت على أشد الأذى (يوم السواك) فاسقني فيسقيني بيديه الشريفتين شربة لا أظمأ بعدها أبدا

أحبه من كل قلبي يا أبت ولا أطيق أن أرى سنته يقتطع منها لو قيد أنملة

يا أبت فلتعلم أن ابنك قد عزم على أن يثبت

ولو قضى الأمر أن يكون : (شهيد السواك) فوالله إنه لأعظم الشرف .

و إن مرت هذه المحنة بسلام إن شاء الله فقد علم الله منا صدقا في الذب عن دينه

ولكنها ليست بآخر الحلقات فغيرها آت لا محالة فلتعلم أن ابنك قد نذر نفسه للذب عن شرع الله

وسنة النبي صلى الله عليه وسلم, يتعلمها ويعمل بها ويدعو إليها ويصبر على الأذى في ذلك

حتى يأتيه ملك الموت وأرجو أن يرضيك الله عني .

هنا ضمه الأب إلى صدره ودموعه قد تساقطت بغزارة

وهو يقول : "ما شاء الله , ما شاء الله , سر قدما يا بني والله معكم ولن يتركم أعمالكم "

***********************************************************

مصدر الموضوع : منتدى فرسان السنة

الثلاثاء، أبريل 17

مريم ... دمعة على ( مريم ) قصة مبكية جداً




بسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد .

إخوتي الأفاضل هذه قصة سطرها صديق لي وطلب مني أن أذيعها للناس رجاء العظة والعبرة

أسأل الله بها النفع والقبول .

دمعة على مريم !

هذه الحادثة فيها الشجن والحزن ، وفيها الألم والأمل ، وفيها الخطيئة والتوبة

والخاتمة السيئة والحسنة سطرتها راجيا أن تكون عبرة لأولي الأبصار .

تبدأ القصة بفتيات ثلاث جمعهن اللهو واللعب وفراغ الوقت والبال فتعاقدن وتعاهدن أن يوقِعوا

في حبال صيدهن الشبابَ الصالحين وذلك بعد أن ملّوا العبث بغيرهم ممن يسعى خلفهم ويلهث

ولمَّا رأوا صرامة الشاب الملتزم وعفافه ... زاد ذلك رغبة فيهن أن ينصبن له الشباك !

كانت كبيرتهن تسمى ( نائلة ) وثانيتهن ( مريم ) .

ما إن تخرجوا من الثانوية ، ودخلوا في الجامعة ؛ حتى زاد إغرائُهن وزادت فتنتهن

فقد كنّ مضرب المثل في الجمال والدلال، والشيطان يستشرف للمرأة إذا خرجت ويزينُها ويجمِّلُها

فكيف إن كانت كذلك في أصل خلقتها بل كانت إحداهن إن مشت في الشارع تتطاير لها القلوب والأبصار

وتفوح منهن رائحة العطر التي تخرق الصدور قبل الأنوف لم يكن ليفعلن الفاحشة – عياذا بالله -

وإنما شأنهن شأن كثير من فتيات المسلمين حبُّ العبث واللعب وملئ الوقت

وذلك أن النفس عندما تفرُغ من مهمات الأمور وتغفَل عن ما خلقت من أجله تَتْــبع هواها وتعبده .

أرأيت من اتخذ إلهه هواه ؟!  أرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ؟

هؤلاء الفتيات الثلاث وإن كن ثلاثا إلا أن ( نائلة ) كانت تُدبّر أمر غيرهن من الفتيات

ولكن قصتنا مع اثنتين نائلة ومريم .

كان في جوارهن شاب ملتزم يدعى (خالد) كان له دكان يبيع فيها ما يحتاج المرء في حياته من غذاء وغيره

وكان هذا الشاب حافظا للقرآن تالياً له ، محافظا على الصلوات ، طائعا لله ، خدوما للناس يحب الخير وأهله

ويسعى وراءه ، شاب نشأ في طاعة الله ، نحسبُهُ كذلك ولا نزكّيه على الله .

دخلْنَ عليه وهو يبيع ويشتري ، وما إن انفردن به حتى لعب الشيطان ألعوبته فيهن وزين لهن عملهن

" أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا "


كان هذا الشاب أعزبا وهو كأي شاب يافع في مقتبل العمر وعنفوان الشهوة .

بدأت كبيرتهن ( نائلة ) تبدي مفاتنها بغنج في الصوت ودلع في الكلام وإثارة له

وكانت ( مريم ) على مقربة منها .

لقد وُضع الشاب في موقف لا يحسد عليه فأمامه جمال وإغراء وفتاة حسناء تقول هيت لك للصداقة !

لقد دهش الشاب دهشا عظيما ، فهؤلاء الفتياتُ الفاتنات يسعى خلفهن الشباب

رجاء نظرة عطف تملئ قلبه بها لاهن يسعين للشباب ويرتجين صحبته

زادت فتنتهن عليه وكبُرت ، فما كان منه إلا أن نفر في وجوههن نفرة الغاضب لحرمة الله

وقال : " إني أخاف الله ربّ العالمين "
وزجرهن زجرة أفزعتهن وأدخلت الرعب في قلوبهن

وقال : استحين من الله ودعْكن من فلتات الشيطان وأعوانه وكان في حالة غضب شديدة

ولم يقف عند هذا القدر ، بل هو داعية إلى الله ، فأخرج لهن شريطا لأحد الدعاة وأعطاهن إياه

وقال اخرجن الآن ولا أراكن في هذا المكان .

يا الله يا مثبت القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك !! صلى عليك الله يا يوسف الصديق

ويا يوسف الطهر والعفاف ، لقد تركت لنا قدوة حسنة ، ومثالا عاليا في الطهر

فأصبح الشباب الصالحون يقتدون بك ويروك إماما لهم ومثلا ، لم تمُت الأمة

ولم يضعُف شبابها الصالح بل هم كالجبل الأشم أمام هذا الطوفان الهائل من الفتن .

لقد ملك الاستغراب هؤلاء الفتيات ، فقد خرجن من عنده بشر حال وسقطن من أعينهن

فكيف يُفعل بنا هذا مع ما نحن عليه من الجمال والدلال  ؟

ماذا يملك الشاب هذا حتى استطاع دفع هذه الفتنة عنه ؟

وإنني أجيب فأقول : إنه يملك خوف الله وحبه، حتى أصبحتن في عينه خردلة

لا تعدِل تعظيمَ الله في قلبه وخوفه رجائه .. طوبى للمؤمن المحب الخائف !

لقد وردت عليهن أسئلة كثيرة وصرن في حيرة عظيمة ..

من نحن ؟ ولماذا فعَلْن به هذا ؟ ولماذا فعل هو بنا ذلك ؟

لما ذا نحن على هذه الحياة ؟ ما هدفنا وغايتنا فيها ؟ ومِن أجل مَن نُغوي ونُفتن ؟

" كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين"

هل ننتظر يوم العرض على الله حتى يتبرأ منها هذا المرجوم يوم لا ينفع مال ولا بنون ؟

أم نخلعه من قلوبنا كما نخلع الحذاء البالي ونحن في فسحة من أمرنا ؟!!

إن الأثر الذي أورثه الموقف عليهن عظيم ، فراجعت كبيرتهن ( نائلة ) نفسها

وبدأت تحاسبها على لهوها وتقصيرها، وبدأت نفسُها اللوامة تعاتبها واستيقظ الضمير الذي كان راقدا

وقام داعي الخير ونادى : حي على الصلاة .. حي على الفلاح .

ومن هذه اللحظة بدأ الصلاح يدِب إلى قلوبهن .

لقد سمعن الشريط وطلبن المزيد واتصلن بشيخ كان يسكن في هذه المدينة يسمى : ( بكر )

وكان معروفا بعلمه وفهمه لدى الناس والعجيب أن الشاب خالدا كان تلميذا عند هذا الشيخ .

أصبح هؤلاء النسوة يطلبن من الشيخ الأشرطة الوعظية وطلبن منه مرة جلابيب وخمارات

فأوصى ( بكر) ( خالد ) – وهذا من العجب العجاب – أن يأتي بذلك ويوصلهن إليهن .

فقد تحدثت ( نائلة ) للشيخ عن هذا الشاب وكيف فعل بهن وإلى أي حال صرن عليه .

مضت عليهن فترة ليست بالطويلة وهن على خير حال واستقامة في الدين .

لقد صلُح حال ( نائلة ) وحال الفتيات اللواتي معها فقد هدى الله على يديها كل من تحت يدها

وكن أكثرَ من سبع فتيات فأصبحن جماعة صالحة تدعو إلى الله وتحذر من غواية الغاوين والمبطلين .

سبحان مغير الأحول ومبدل الأمور ومصرف المقادير

فقد صرْن من أنصار الدين ودعاته بدل ما كن عليه من نصرة للبطال وزمرته .

لم يمض زمن حتى حفظت ( نائلة ) عشرين جزءا من كتاب الله وهن يخبرن الشيخ بحالهن

ويسألنه الدعاء . وكانت (مريم) وهي الفتاة الثانية فيهن قد أخذ منها الدين مأخذه

وطبَّقت على نفسها شرع الله ونهجه وحفظت خمسة أجزاء من القرآن .

أما الشاب (خالد) فقد كان يبحث عن العفاف وينقّب عن فتاة صالحة قد جمعت بين الدين والدنيا

وقد فتش هنا وهناك ولمّا يجد . اقترح (بكر) على (خالد) أن يتقدم إلى (مريم) ويطلب يدها

فهو أولى الناس بها،قد كان سببا في هدايتها وصلاحها ، بل هي أولى الناس به .

لم يتردد الشاب في ذلك لِـمَا يعرف عنهن في السابق وما آلت حالهن في اللاحق .

طرق الشاب الباب عليها فاستُقبل من أهلها وجلس مع الفتاة وقد ملأت قلبه وعينه وكذلك مريم

فلم تكن لترفض من كان سببا في سيرها على طريق الله فقد تركت الجامعة وتركت كل ما يذكرها

بهذا الطريق الوعر والمسلك الخطير ، بل فرحت بتقدم هذا البطل وأحبت أن تعف نفسها أيضا 

فإذا جاء من يُرضى بدينه وخلقه فنعمّا هو وإذا كانت المرأة عفيفة حيِيَّة فنعمّا هي .

انتظر الجميع قدوم والد الفتاة وكان على سفر .

فما إن وصل حتى جاءه الشاب ويغمره الفرح والسرور بما تمنّيه نفسه وظن أن بؤس الوحدة قد انتهى

وأن خطر العزوبية قد ولى وانقضى وحاله " رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين ".

كان خالد قد أخذت اللحية من وجهه ، ولم يكن ليحلقها بل كان يضع بين عينيه حديث النبي

" اعفوا اللحى " وهديَه عليه الصلاة والسلام .. فخير الهدي هديك يا خليل الله .

أبدى ( خالد ) رغبته في التقدم للفتاة وزواجه منها على سنة الله ورسوله ..

نظر والد الفتاة إلى ( خالد ) عندما تكلم بذلك نظرة اشمئزاز

وفتح عينيه عليه وقال له أول شيء : ألَا تحلق هذا الحذاء الَّذي على وجهك ؟

الله أكبر سنة رسول الله حذاء " أبِالله وءاياته ورسوله كنتم تستهزئون ".

لم يدرِ ما يقول هذا الشاب وحار جوابا وعجز لسانه عن الكلام وحلّق ببصره

وقال في نفسه : أيَعقل هذا ما يقول ؟؟ على وجهي حذاء ؟

فتذكر النبي وأصحابه وكيف كانت لحية الواحد منهم تملئ صدره

فلم يشتمه وحده بل انتقص من أشياخ الأمة وأحبارها !

سالت دموع الشاب على لحيته وبكى بكاء شديدا وخرج من البيت كظيما

وابْيضت عيناه من الأسى، وحزنت الفتاة أشد الحزن لهذا الاستقبال الفظ الغليظ .

وليت ( خالد ) كتم غيظه وحبس نفسه ودعى له بالصلاح ..

إلا أنه توجه إلى السماء ورفع يده وبصره إلى مولاه علام الغيوب

ودعا على هذا الرجل – وهو يبكي ويحترق - ويقول : اللهم احرقه اللهم احرقه .

وتملّك الأسى قلب الفتاة وعينها .. وصارت في ضياع من أمرها

وقد سمع الله قول الذي يشتكي إليه فربك بالمرصاد وإن أخذه أليم شديد .

لم يمض قليل على هذا الرجل حتى أخذه ربك ، وكيف ذلك ؟

أول العذاب أن بلاه الله فصار لسانه كثيرا يردد : شعر شعر

فعلم هو وعلم أهله أن هذا بسبب استهزائه وسخريته باللحية ومرة جلس هذا الوالد على الفراش

وقد أشعل سيجارته وبينما هو يدِّخن أخذه النعاس فأغمض عينيه إلى قدر الله

سقطت السيجارة على الفراش فأحرقت ما تحته وهو لا يدري، ثُم احترق ما حوله ولا يدري وما كادَ

يفتح عينيه حتى أكلته النار من كل جانب،ومدّت ألسنتها إليه، وأحاطت به خطيئته من كل ناحية

صعد الدخان إلى السماء وظهر أثر الحريق فدخل أهله عليه فزعين فرأوه وهو يصارع الموت ويقول :

قولوا للشيخ يسامحني ويغفر لي خطيئتي معه ...

قولوا للشيخ يسامحني ويغفر لي خطيئتي معه ... !!!

وكأن ملك الموت مثّل له جرمه وذنبه بين يديه وقال :

بهذا نأخذك يا من تستهزئ بلحيةٍ سنها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ! .

والعجب أن أهله عندما رأوه لم يستطيعوا دفع النار عنه ولو كان غيره لصُب الماء عليه

وانتهى الأمر إلا أن ربك أذهلهم فوقفوا ينظرون إليه ولا يستطيعون فعل شيء ،، إنها والله آية .

وأخذ الله وديعته وفاضت روحه، أسأل الله أن يغفر له ذنبه ويسامحه ..

كادت الفتاة أن تلحق والدها من الوجع على وفاة والدها وعلى سوء خاتمته ...

سألت الفتاة الشيخ ( بكر ) وقالت له : يا شيخ هل دعا خالد على والدي ؟

إلا أن الشيخ لم يجب بذلك، بل قال : إن خالدا سامح والدك ، ففرحت مريم من ذلك .

تزوج ( خالد ) بغيرها وأصبح رب أسرة .

أما ( مريم ) فقد التحفت بالحزن كثيرا وأضرّ موت والدها عليها

وهي مع ذلك صابرة لقضاء الله وقدره محافظة على دينها وعفافها .

لقد هجرت ( مريم ) والدها قبل الاحتراق وتنكر أهله له وبعد موته كأن أحدا لم يمت

وذلك أنه أساء إلى مريم ، لقد أشعلت ( مريم ) بيتها إيمانا وصلاحا ونورا وتقى

أصبحت تقوم الليل وتصوم النهار ، وصارت مثالا يحتذى به، وتأثر أهلُها بها فأصبحت في عينهم

بل صارت أعينهم التي يرون بها ...

وليت الأمر ينتهي إلى هذا الحد ، بل لم يُترك كاتب السطور هذه

فقد دخلتُ في ذيل هذه القصة من قريب أو بعيد ، ولله الأمر من قبل ومن بعد .

كان الشيخ ( بكر) هو والدي وكنت في سفر فقدمت من سفر طويل راغبا في الزواج

وأردت أن أخطب فتاة بعد قدومي بأسبوع فلا يمضي شهر أو شهران حتى أرجع مغتبطا مسرورا .

ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن . كنت مزوِّرا في نفسي فتاة من أهل الدين والعفاف

نعرف والدها وأهلها وهم على خير حال وقدمت على هذا الشأن .

تحدثتُ مع والدي عن الفتاة التي رشّحتها وخضنا غمار هذا الحديث وبينما الحديث يجر بعضُه بعضا

ونتجاذب أطرافه حدثني عن ( مريم ) وعن قصتها وعن حالها وما آل إليه أمرها .

حزنت حزنا كبيرا عليها ورأيت أن أولى الفتيات عندي هي ( مريم )

فقد أعطاها الله الجمال والعفاف والدين وحسن الحديث مما يرغب به الشاب

فحدثتُ والدي عنها وأبديت عزما أن يختارها لي حاول والدي أن يذكر لي غيرها

وقال : هذه البنت لا نعرفها ولا نعرف أهلها ، إلا أن هذا لم يثن عزمي . وسبق السيف العذل .

بعد أسبوع بعث والدي رسالة لها يخبرها بشأني فقد جعلتـْه لها بمثابة الوالد

وقد جعل الشيخُ مريمَ كبنتٍ له ، يحوطها بعنايته ، ويكلؤها برعايته.

تأخرت ( مريم ) في الرد على الرسالة إلا أنها أجابت بعد ذلك

وسألَت عن الشاب من يكون ؟ وهل يمدحه خالد ؟ وهل تزكيه أنت يا شيخ ؟

فأخبرها الشيخ انه ابنه وأنه يزكيه .

تأخَّرَت في الرد مرة أخرى وقالت :هذا يشرفني إلا أني سأستخير الله .

مضى يوم ويومان فأسبوع وأسبوعان حتى ضقت ذرعا من هذه الاستخارة

أرسل الشيخ رسالة أخرى وكان رمضان على باب الدخول .

تأخرت في ردها ، إلا أنها قالت : إني موافقة على ابنك

إلا أن أهلي وإخواني يقولون لي : موضوع الزواج لو تأجل قليلا كان أفضل .

في هذه الأثناء كان الشيخ يرسل إلى ( نائلة ) يسألها عن حال ( مريم ) وسبب تأخرها في الرد

وكانت هي أيضا تتأخر في الرد وتقول عن ( مريم ) : إنها بحال لا تحمد عليه " إلا أنها بخير" .

إن الحريق الذي توفي فيه والدها قد أصابهم بالضر ، فاحترق البيت بأكمله بعد أن كان جميلا وفاخرا

وتغيرت حالهم المالية، فقد كانوا في ثراء وعزة فأصبحوا في فقر وحاجة .

فسبحان مغير الأحول ومبدل الأمور .

وكانت ( نائلة ) قد أخبرت الشيخ ( بكر ) أن موضوع احتراق البيت هو السبب في تأخرهم

وأنهم يستحيون من أن يستقبلوا أحدا فيه .

أبديتُ رغبتي في دفع شيء من المهر كمساعدة إلا أن الشيخ (بكرا) قدم لهم مساعدة

وكذلك خالد فتجمع لهم شيء ليس بالكثير وإنما يقضي بعض الأرب .

مضى الوقت وأنا أنتظر ذلك وأستخير الله في زواجي من مريم وأُمنِّي نفسي بها .

دخل رمضان ولم تكن لتخبر مريم الشيخ عن موضوع بيتها ،

إلا أنها في آخر رسالة لها صرّحت بهذا على استحياء ، وقالت : إن بيتنا أصبح خربا

فأخبرها والدي باستعجالي وأنّا لا نريد أن نخسركم ، إلا أنه لم يكن بوسعنا سوى الانتظار ....

انتصف رمضان فسافر والدي إلى بيت الله العتيق وقلت لعله عند رجوعه يتم الأمر إن شاء الله .

رجع والدي إلا انه قال لي : إن الفتاة لا تردّ أبدا على رسائله وأظن أن الأمر وصل إلى آخره

والله يخلف عليك خيرا .

فثنيت نفسي ولم أثن قلبي عنها

وذهبت إلى تلك البنت الأولى التي زوّرتها في نفسي أولا وطلبت يدها من والدها ..

والعجيب : أن هذه الفتاة تأخر أهلها في الرد لظروف عندهم ومضى على هذا شهر كامل

إلى أن جعلنا يوما معيّنًا يكون فيه انتهاء هذا الأمر .

وفي صباح هذا اليوم جاءني الوالد وقال لي : هل تعرف ما سبب تأخر مريم في الرد ؟؟

تعجبت من هذا السؤال ؟ أرجعت ( مريم ) إلى الساحة من جديد ؟ هل سينتهي الانتظار والتمني ؟

قلت - وأنا انتظر الجواب الجميل الذي يريح القلب - : لا أعلمُ ، فما السبب ؟؟ .

قال : إن ( مريم ) قد توفيت من شهر بسبب السرطان ولذلك لم يأتنا منها خبر ولا تجيب على رسائلنا

وإنما اتصلت بي أختها وقالت : يا شيخ عظم الله أجرك وأحسن عزائك .

حينما أخبرني الوالد بذلك كنت في المسجد، فتمالكت دمعي حتى وصلت إلى غرفتي

فأسكبت عبرتي وترحمت عليها، وأنا أعجب من قدر الله !

وأقول : قدر الله وما شاء فعل ، وآجرني الله في مصيبتي وأخلفني خيرا .

وقد ظهر لنا بعدُ أنَّ سببَ تأخرها في الرد هو المرض ، فقد ظهر مرضها على شكل أورام في جسدها

لم يعلم بها أحد سواها ، وكانت ترجو أن يذهب عنها هذا البؤس فلم تخبر أهلها بذلك

وقالت : إني لن أغش ابن الشيخ ، ولم تشأ أن تخبر أهلها فلم ترد أن تكلفهم مؤنة العلاج

وهم على حرج وفي ضيق ، إلى أن شعرت بقرب الموت فكانت ترجو لقاء الله !

ففاضت روحها وعند غسلها رأى أهلها أثر الأورام فبحثوا في الأمر

وإذا هو السرطان عافانا الله وإياكم ورحمها رحمة واسعة .

وأقول : الحمد لله أنّي ما رأيتها قط ولا سمعتُ صوتها فماذا سيحصل لي لو أن القلب تعلّق بها ثم فقدت ذلك 

لا شك أني لن أكون بخير

ولكن الحمد لله أولا و آخرًا ورحم الله ميتتنا وأعظم أجر أهلها عليها .

وحمدت الله ثانيا أن ختم لها بالخير فقد ماتت على استقامة وصلاح

فكيف بالله عليك لو أخذها الموت وهي على سابق حالها ؟

"وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها

ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين "

أسأل الله العظيم رب العرش الكريم

أن يغفر لها ذنبها ويوسع لها في القبر وأن ينزلها عنده إنه جواد كريم .

وتأمل معي أخي كيف ختم الله لوالدها .. فحذارِ أن تجترأ على الله وعلى دينه وأهل ملته

لأنهم صفوة الصفوة وخلاصة المصطفين الأخيار ، فقد هلك شر هلكة والعياذ بالله .

وما أرجوه أن نستفيد الدروس والعبر من هذه القصة الطويلة

وأن يحدونا الأمل إلى الفأل الحَسَن وإلى الخير وإلى التمسك بنهج الله

فما أقرب القبر منا وما أقرب الموت منا بل هو أقرب من حبل الوريد !

يا شباب الأمة ويا فتياتها ! اتقوا الله في أنفسكم وراقبوه فلا يأتيكم الموت وأنتم غافلون .

والحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.